الخميس، 22 سبتمبر 2011

" أنا وحيدة مجددا" 2

كان القلق و التوتر هو الجو السائد في ورشة إصلاح الدراجات الهوائية ، التي كانت بالفعل مقر المزورين : 
بيرناردو: يقولون أن تلك الطفلة تستطيع تحديد المال المزور بسهولة
جون : كيف؟
جوليا: تلك السافلة الصغيرة ، ما الذي يجب فعله ؟
جيمي: لقد زودت المحلات الرئيسية و الكبيرة بأجهزة كشف المال المزور
جوليا: من الجيد أنني أنفذ مهمتي في مراتع الحشرات
بيرناردو: لكن محلات الإلكترونيات شديدة الخطورة، أتسمع يا جون ؟
جون: لست وحدي كلنا في خطر شديد ، يجب أن نكثف المهمة و نتوسع أكثر
جوليا : لكن ..
جيمي: أنت مخطئ يجب أن نتوقف قليلا لنلتقط أنفاسنا و نفكر في الخطوة القادمة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
استمرت جلسات آن أسبوعا آخر حتى استطاعت المشي بتوعك و عرج بسيطين سيزولان مع الوقت، و طوال هذه المدة لم تدخل آن إلى الآلة .  لكنهم كانوا يجرون عليها اختبارات لها علاقة بالمزورين ، حينما كانت آن داخل غرفة اختبارات ، خرج المحقق جيمس و الطبيبة : 
- أيها المحقق إنها لا تفيدنا بشيء
- سيدي الرئيس يؤمن بها و بقدراتها
- أنا أحاول جاهدة معها استخلاص معلومات ثابتة و دقيقة عن المزورين ، أريد أن أعلم ما هي صفاتهم الجسدية لكنها كلما كثر الحشد استطاعت تمييزهم بسهولة و كلما اقتربنا تتوقف و لا يحدث شيء.
- و كيف تريدين لها أن تعرف هؤلاء الأشخاص؟
-إنهم أشخاص من طفولتها لكنها مجهولة الطفولة
- ماذا الآن ؟  ( بنفاذ صبر)
- أنا أطلب منك الإذن سيدي ، أود أن أهيء لها جوا شبيها بطفولتها حتى تتذكر ما حدث بالتفصيل
- لكنها لم تتعافى من الإصابة السابقة بعد .
- أعلم . لكنني لن أثيرها كثيرا كما أنني سأوصل بها معدات للأمان
- حسنا افعلي بها ما تريدين لكن لا تؤذيها إن ماتت هذه الطفلة فسيموت الأمل بالنسبة لنا .
دخلت الطبيبة مرة أخرى و طلبت من آن الذهاب إلى الغرفة المجاورة ، وقفت آن عند الباب قبل أن تخرج و حدثت الطبيبة : 
أنا آسفة أيتها الطبيبة لم أفدكم بشيء حتى الآن ، لا فائدة مني في هذه الحالة .
- على العكس يا صغيرتي لم يكن خبراؤنا قادرين على كشف المال المزور بدون مساعدتك 
- أنــا ..
- هيا يا آن 
دخلت آن إلى الغرفة المجاورة و تفاجأت كثيرا ، تأملت المكان ثم هتفت : هــذا  مسكني !! 
- صحيح ، لقد جهزنا المكان بكل شيء ليكون مثله تماما،و الآن دعيني أوصلك ببعض معدات الأمان .
وُصِلت آن بستة أنابيب : اثنان في الرأس و أربعة على الأطراف .
- ما فائدة هذه ؟ ( قالت و هي تتأملها) 
- إنها تمتص الطاقة الزائدة منكِ حتى لا تتأذي إذا ما حدث أمر مفاجئ . لنبدأ يا آن لا تفكري بالأنابيب أبدا فقط فكري بالماضي ..بالطفولة 
جلست آن قريبة من السرير على الأرض،و أخذت تلهو بأصابعها لعدة دقائق ثم رفعت رأسها لتجد رجلا ! نعم رجل و كان يلاعبها و يمد أصابعه أيضا , توقفت آن . لاحظت الطبيبة ذلك : لم توقفتِ ؟ 
هلعت آن و أحست بالقشعريرة و البرودة و ظهرت نقطة صفراء قريبة و كبيرة لكنها باهتة . بدأت آن ترتجف من البرد فأحضرت الطبيبة لها دثارا و غطتها ثم قالت بصوت حنون : 
- من هناك يا آن ؟
نظرت آن إلى عيني الطبيبة مباشرة : إنه رجل .. رجل كان هناك 
هرعت الطبيبة لتتأكد من مستويات الطاقة بعدما رأت النقط الصفراء في عيني آن . لكن آن كانت بخير تماما , و أثناء انشغال الطبيبة التقطت آن القلم الذي أسقطته الطبيبة مع الأوراق و بدأت تخربش شيئا ما . فكت الطبيبة الأنابيب عن آن التي كانت مرعوبة من ذكرياتها و خرجت الأخيرة مع الطبيبة التي كانت تحملها جزئيا و عادت لغرفة الاختبارات . جلست على الكرسي و قد حضر فريق كبير من الأطباء النفسيين للكشف عليها .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أعطى المحقق جيمس رئيسه ملف آن الطبي ، اطلع عليه الرئيس و سأل : لكن ألم تنهر الفتاة من كثرة الاختبارات و الفحوصات؟
- إطلاقا سيدي فقد سخطت لأنها لا تعلم شيئا . و حين أبقاها الفريق الطبي تحت المراقبة و لم تستطع الخروج فامتصت كل طاقة المكان مما أرداها شبه ميتة .
- يا إلهي يبدو أن الجانب النفسي مهم جدا فب التعامل مع تلك الفتاة، و لكن كيف استطاع جسدها تحمل ذلك ؟ 
- كما يوجد طاقة دخيلة ، يوجد طاقة داخلية أيضا ، لذلك حدث بعض التوازن لكنها كانت أكثر مما تتحمله فانصبت باقي الطاقة في قدميها لتعطل وظائف ساقيها تماما .
- كُتِب هنا أنها استعادت وظائف قدميها . تعاملوا معها بحذر 
- حاضر سيدي 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حينما دخل الفريق الطبي المختص على آن المرعوبة ، لم تكن مدركة تماما لما يحدث حقا فقد كانت تحاول إيقاف ارتجاف قدميها فحسب . تقدم الأطباء و أخذوا عينة من دمها و قد كانت آن كالحمل الوديع تماما .
جلس أحد الأطباء مقابل آن و سألها : آن ما الذي تفتقدينه هنا ؟
- المسكن ... الوطن ... الحياة الطبيعية 
- هل أنتِ خائفة ؟
- أنا .. لا ... أنا خائفة من نفسي من تلك الطاقة الهائلة ، أنا أخاف أن ... أؤذي نفسي 
- لذلك يجب أن تتعلمي كيف تسيطرين على طاقاتك
- أتعلم كيف أسيطر على طاقاتي ؟!!
- تعاوني معنا يا آن 
- لا أستطيع ... أنا فقط لا أستطيع .... أنا متعبة ، هل لي بفترة راحة سيدي ؟
- بالطبع
خرج الأطباء و قد أكدوا فعلا أن تعطشهم لاكتشاف طاقاتها جعلها مرهقة تماما. قرر الأطباء خلودها للراحة حتى تشفى تماما نفسيا و جسديا .خرج الأطباء جميعهم و بقيت آن تفكر : 
ترى كيف انعكست حياتي بهذا الشكل ؟ لم لا يتركونني و شأني أعود للشمال ، لماذا يحتفظون بي ، و يفعلون ما يحلوا لهم ؟ ما القادم ما هو مستقبلي ؟ هل سيكون بين الأطباء ؟ و وسط معامل و مختبرات ؟ لماذا جعلوني أعلم بالأمر ؟ بالطبع لم يكن لديهم خيار ، لكن لماذا لا أسيطر على نفسي ؟ و كيف سأتعلم المشي ؟ 
تذكرت ذلك الرجل أصابع ثخينة و وجه حليق ، ماذا أيضا ؟ ؟ ما الذي يجب أن أتذكره حتى أفيدهم؟ صرخت فجأة : أنا لا أستطيع . ثم واتتها فكرة : يجب أن أعود إلى مسكني في الشمال ، يجب أن أعود .... 
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
قال جون بصوت عالي : أود أن أقتلع رأس تلك الفتاة 
بيرناردو: لقد أشيع بأنها هربت 
جوليا: لماذا لا نختطفها ؟
جيمي: إن ذلك خطيـــر 
بيرناردو : أنت يــا جيمي إبقى هنا 
جون : هل أذهب أم تحتاجني ؟
جيمي : إذهب أنا بخير ، لكنني قد حذرتكم و قد أعذر من أنذر 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت آن تخطط للهرب ، انتظرت حتى خرج الجميع من غرفتها و الذين كانوا يدخلون كل برهة لفحصها . 
ثم و بتسلل قدر الإمكان ، خرجت من الغرفة و مشت على طول الممر انعطفت يسارا ثم يمينا . و ظلت تمشي داخل شبكة الأنفاق المأهولة تلك حتى لاح لها المخرج ، حينما خطت أولى خطواتها خارجه لم ينطلق صوت صفارة الإنذار كما كانت تظن ، لذا أكملت طريقها إلى الخارج .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان كل من جوليا و بيرناردو و جون يقفون خارج المبنى يفكرون في فرصة للدخول إلى هناك و إحضار الطفلة ، لكن كانت المفاجأة عندما شاهدوا الطفلة خارج المبنى تلتفت يمنة و يسرة . أحاطوا بها و قيدوها ثم حملوها إلى السيارة .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حينما اقتربوا من الأحياء الجنوبية توقفوا بالسيارة ، و فكوا قيد آن و أمسك الرجلان يديها بإحكام ، لكن جوليا هتفت : 
يا إلهي لم أنتبه إلى ملابسها ... إنها لا ترتدي ملابس عادية لا يمكنكما المشي في الشارع هكذا . فتح بيرناردو كيسا كبيرا و وضعوا الطفلة فيه و انطلقوا . 
بينما هم في الطريق صاح أحد الرجال الواقفين على الطريق : ما الذي تحمله يا بيرناردو ؟ 
 بيرناردو : دراجة هوائية سأصلحها 
وصلوا إلى الورشة و أغلقوا الباب بإحكام . وجدوا " جيمي" على حاله لم يتحرك ، فتحوا الكيس و قيدوا الفتاة التي كانت غائبة عن الوعي .   قال  جون  : سنتقاسم الوقت لمراقبتها 
قالت جوليــــا : واحد يراقب  و الباقون يخرجون 
   جيـمي : أنا سأبدأ 
في مركز الــ FBI شرق المدينة ، كان المحقق يريد التأكد من حالة " آن" . حين فتح الباب لم يجدها! فتح الأبواب المجاورة و لم يكن لها أثر ! ذهب إلى غرفة نومها الأولى و أيضا لم تكن هناك ، سأل الأطباء فأشاد أحدهم بأنها ربما تلعب في الحديقة لأن قدراتها الحركية تحسنت ، بحث عنها و لم يجدها فهرع إلى غرفة المراقبة و شاهد تسجيل الكاميرات التي صورت آن و هي خارجة من المبنى ، قال في نفسه : 
 يا إلهي  تلك الصغيرة تتسبب بالكثير من المشاكل . و انطلق المحققون يمشطون المنطقة بحثا عنها .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان جيمي جالسا قبالة آن و هي مقيدة اليدين فقط لكنها مستيقظة . سألها : لماذا لا تستطيعين المشي؟
 كانت آن قد استيقظت للتو من  الإغماء  فكرر سؤاله : هــا  أخبريني لماذا لا تستطيعين المشي ؟ 
 صمتت آن      ،   قال : أجيبيني 
- حسنا إذا فضلتِ الصمت فسأخبرك بما أعتقده ، هل غضبت من طريقة تعاملهم ؟ 
- كيف علمت ؟!
- حسنا ... تستطيعين القول بأني قد مررت بتجربة مماثلة 
- هــل ؟! 
- هذا صحيح أيتها الطفلة من الشمال 
 ظهرت تلك النقطة الحمراء في عيني آن و بدأت تدرك ما يحصل :
- هل تتذكرين الأيام الخوالي يا طفلتي ؟
-أنــا  ....... أنـــا أعرفك  ...... أنـــت ..... لـــكن ....
رفعت رأسها و قالت : أنت مثلي تماما 
- هذا صحيح ، القــدرة على تفجير تلك الطاقة و التأثير على الكهرباء ؟ إنك محقة و قد دربتك لتصيري مثلي 
- لـــكل ألهذا .. كيف ؟؟
- صحيح ، الآن أنا و أنتِ لا نستطيع الوقوف أو المشي بسبب سحبنا للكثير من الطاقة فوق احتمالنا ، لكنك متعافية جزئيا .
- أنت يمكنك فعل ذلك أيضا . تعــال معي سوف يعتنون بنا و .... أجد صديقا لي هناك 
- هه صديق لا يا عزيزتي أنا شخص شرير جدا ، أنا قاتل هارب من وجه العدالة 
- ســيعفون عنك إذا ساعدتهم بـطاقاتك  أرجوك  .
-  لا  لا يا صغيرة ثم إنك قد كشفتي لهم التزوير الذي كنا نمارسه .
- لكن أنت من قال لي ذلك الزاوية اليمنى السفلى ، زاوية الإنحناء مائلة قليلا 


هناك تعليقان (2):