الخميس، 22 سبتمبر 2011

" أنا وحيدة مجددا" 2

كان القلق و التوتر هو الجو السائد في ورشة إصلاح الدراجات الهوائية ، التي كانت بالفعل مقر المزورين : 
بيرناردو: يقولون أن تلك الطفلة تستطيع تحديد المال المزور بسهولة
جون : كيف؟
جوليا: تلك السافلة الصغيرة ، ما الذي يجب فعله ؟
جيمي: لقد زودت المحلات الرئيسية و الكبيرة بأجهزة كشف المال المزور
جوليا: من الجيد أنني أنفذ مهمتي في مراتع الحشرات
بيرناردو: لكن محلات الإلكترونيات شديدة الخطورة، أتسمع يا جون ؟
جون: لست وحدي كلنا في خطر شديد ، يجب أن نكثف المهمة و نتوسع أكثر
جوليا : لكن ..
جيمي: أنت مخطئ يجب أن نتوقف قليلا لنلتقط أنفاسنا و نفكر في الخطوة القادمة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
استمرت جلسات آن أسبوعا آخر حتى استطاعت المشي بتوعك و عرج بسيطين سيزولان مع الوقت، و طوال هذه المدة لم تدخل آن إلى الآلة .  لكنهم كانوا يجرون عليها اختبارات لها علاقة بالمزورين ، حينما كانت آن داخل غرفة اختبارات ، خرج المحقق جيمس و الطبيبة : 
- أيها المحقق إنها لا تفيدنا بشيء
- سيدي الرئيس يؤمن بها و بقدراتها
- أنا أحاول جاهدة معها استخلاص معلومات ثابتة و دقيقة عن المزورين ، أريد أن أعلم ما هي صفاتهم الجسدية لكنها كلما كثر الحشد استطاعت تمييزهم بسهولة و كلما اقتربنا تتوقف و لا يحدث شيء.
- و كيف تريدين لها أن تعرف هؤلاء الأشخاص؟
-إنهم أشخاص من طفولتها لكنها مجهولة الطفولة
- ماذا الآن ؟  ( بنفاذ صبر)
- أنا أطلب منك الإذن سيدي ، أود أن أهيء لها جوا شبيها بطفولتها حتى تتذكر ما حدث بالتفصيل
- لكنها لم تتعافى من الإصابة السابقة بعد .
- أعلم . لكنني لن أثيرها كثيرا كما أنني سأوصل بها معدات للأمان
- حسنا افعلي بها ما تريدين لكن لا تؤذيها إن ماتت هذه الطفلة فسيموت الأمل بالنسبة لنا .
دخلت الطبيبة مرة أخرى و طلبت من آن الذهاب إلى الغرفة المجاورة ، وقفت آن عند الباب قبل أن تخرج و حدثت الطبيبة : 
أنا آسفة أيتها الطبيبة لم أفدكم بشيء حتى الآن ، لا فائدة مني في هذه الحالة .
- على العكس يا صغيرتي لم يكن خبراؤنا قادرين على كشف المال المزور بدون مساعدتك 
- أنــا ..
- هيا يا آن 
دخلت آن إلى الغرفة المجاورة و تفاجأت كثيرا ، تأملت المكان ثم هتفت : هــذا  مسكني !! 
- صحيح ، لقد جهزنا المكان بكل شيء ليكون مثله تماما،و الآن دعيني أوصلك ببعض معدات الأمان .
وُصِلت آن بستة أنابيب : اثنان في الرأس و أربعة على الأطراف .
- ما فائدة هذه ؟ ( قالت و هي تتأملها) 
- إنها تمتص الطاقة الزائدة منكِ حتى لا تتأذي إذا ما حدث أمر مفاجئ . لنبدأ يا آن لا تفكري بالأنابيب أبدا فقط فكري بالماضي ..بالطفولة 
جلست آن قريبة من السرير على الأرض،و أخذت تلهو بأصابعها لعدة دقائق ثم رفعت رأسها لتجد رجلا ! نعم رجل و كان يلاعبها و يمد أصابعه أيضا , توقفت آن . لاحظت الطبيبة ذلك : لم توقفتِ ؟ 
هلعت آن و أحست بالقشعريرة و البرودة و ظهرت نقطة صفراء قريبة و كبيرة لكنها باهتة . بدأت آن ترتجف من البرد فأحضرت الطبيبة لها دثارا و غطتها ثم قالت بصوت حنون : 
- من هناك يا آن ؟
نظرت آن إلى عيني الطبيبة مباشرة : إنه رجل .. رجل كان هناك 
هرعت الطبيبة لتتأكد من مستويات الطاقة بعدما رأت النقط الصفراء في عيني آن . لكن آن كانت بخير تماما , و أثناء انشغال الطبيبة التقطت آن القلم الذي أسقطته الطبيبة مع الأوراق و بدأت تخربش شيئا ما . فكت الطبيبة الأنابيب عن آن التي كانت مرعوبة من ذكرياتها و خرجت الأخيرة مع الطبيبة التي كانت تحملها جزئيا و عادت لغرفة الاختبارات . جلست على الكرسي و قد حضر فريق كبير من الأطباء النفسيين للكشف عليها .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أعطى المحقق جيمس رئيسه ملف آن الطبي ، اطلع عليه الرئيس و سأل : لكن ألم تنهر الفتاة من كثرة الاختبارات و الفحوصات؟
- إطلاقا سيدي فقد سخطت لأنها لا تعلم شيئا . و حين أبقاها الفريق الطبي تحت المراقبة و لم تستطع الخروج فامتصت كل طاقة المكان مما أرداها شبه ميتة .
- يا إلهي يبدو أن الجانب النفسي مهم جدا فب التعامل مع تلك الفتاة، و لكن كيف استطاع جسدها تحمل ذلك ؟ 
- كما يوجد طاقة دخيلة ، يوجد طاقة داخلية أيضا ، لذلك حدث بعض التوازن لكنها كانت أكثر مما تتحمله فانصبت باقي الطاقة في قدميها لتعطل وظائف ساقيها تماما .
- كُتِب هنا أنها استعادت وظائف قدميها . تعاملوا معها بحذر 
- حاضر سيدي 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حينما دخل الفريق الطبي المختص على آن المرعوبة ، لم تكن مدركة تماما لما يحدث حقا فقد كانت تحاول إيقاف ارتجاف قدميها فحسب . تقدم الأطباء و أخذوا عينة من دمها و قد كانت آن كالحمل الوديع تماما .
جلس أحد الأطباء مقابل آن و سألها : آن ما الذي تفتقدينه هنا ؟
- المسكن ... الوطن ... الحياة الطبيعية 
- هل أنتِ خائفة ؟
- أنا .. لا ... أنا خائفة من نفسي من تلك الطاقة الهائلة ، أنا أخاف أن ... أؤذي نفسي 
- لذلك يجب أن تتعلمي كيف تسيطرين على طاقاتك
- أتعلم كيف أسيطر على طاقاتي ؟!!
- تعاوني معنا يا آن 
- لا أستطيع ... أنا فقط لا أستطيع .... أنا متعبة ، هل لي بفترة راحة سيدي ؟
- بالطبع
خرج الأطباء و قد أكدوا فعلا أن تعطشهم لاكتشاف طاقاتها جعلها مرهقة تماما. قرر الأطباء خلودها للراحة حتى تشفى تماما نفسيا و جسديا .خرج الأطباء جميعهم و بقيت آن تفكر : 
ترى كيف انعكست حياتي بهذا الشكل ؟ لم لا يتركونني و شأني أعود للشمال ، لماذا يحتفظون بي ، و يفعلون ما يحلوا لهم ؟ ما القادم ما هو مستقبلي ؟ هل سيكون بين الأطباء ؟ و وسط معامل و مختبرات ؟ لماذا جعلوني أعلم بالأمر ؟ بالطبع لم يكن لديهم خيار ، لكن لماذا لا أسيطر على نفسي ؟ و كيف سأتعلم المشي ؟ 
تذكرت ذلك الرجل أصابع ثخينة و وجه حليق ، ماذا أيضا ؟ ؟ ما الذي يجب أن أتذكره حتى أفيدهم؟ صرخت فجأة : أنا لا أستطيع . ثم واتتها فكرة : يجب أن أعود إلى مسكني في الشمال ، يجب أن أعود .... 
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
قال جون بصوت عالي : أود أن أقتلع رأس تلك الفتاة 
بيرناردو: لقد أشيع بأنها هربت 
جوليا: لماذا لا نختطفها ؟
جيمي: إن ذلك خطيـــر 
بيرناردو : أنت يــا جيمي إبقى هنا 
جون : هل أذهب أم تحتاجني ؟
جيمي : إذهب أنا بخير ، لكنني قد حذرتكم و قد أعذر من أنذر 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت آن تخطط للهرب ، انتظرت حتى خرج الجميع من غرفتها و الذين كانوا يدخلون كل برهة لفحصها . 
ثم و بتسلل قدر الإمكان ، خرجت من الغرفة و مشت على طول الممر انعطفت يسارا ثم يمينا . و ظلت تمشي داخل شبكة الأنفاق المأهولة تلك حتى لاح لها المخرج ، حينما خطت أولى خطواتها خارجه لم ينطلق صوت صفارة الإنذار كما كانت تظن ، لذا أكملت طريقها إلى الخارج .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان كل من جوليا و بيرناردو و جون يقفون خارج المبنى يفكرون في فرصة للدخول إلى هناك و إحضار الطفلة ، لكن كانت المفاجأة عندما شاهدوا الطفلة خارج المبنى تلتفت يمنة و يسرة . أحاطوا بها و قيدوها ثم حملوها إلى السيارة .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حينما اقتربوا من الأحياء الجنوبية توقفوا بالسيارة ، و فكوا قيد آن و أمسك الرجلان يديها بإحكام ، لكن جوليا هتفت : 
يا إلهي لم أنتبه إلى ملابسها ... إنها لا ترتدي ملابس عادية لا يمكنكما المشي في الشارع هكذا . فتح بيرناردو كيسا كبيرا و وضعوا الطفلة فيه و انطلقوا . 
بينما هم في الطريق صاح أحد الرجال الواقفين على الطريق : ما الذي تحمله يا بيرناردو ؟ 
 بيرناردو : دراجة هوائية سأصلحها 
وصلوا إلى الورشة و أغلقوا الباب بإحكام . وجدوا " جيمي" على حاله لم يتحرك ، فتحوا الكيس و قيدوا الفتاة التي كانت غائبة عن الوعي .   قال  جون  : سنتقاسم الوقت لمراقبتها 
قالت جوليــــا : واحد يراقب  و الباقون يخرجون 
   جيـمي : أنا سأبدأ 
في مركز الــ FBI شرق المدينة ، كان المحقق يريد التأكد من حالة " آن" . حين فتح الباب لم يجدها! فتح الأبواب المجاورة و لم يكن لها أثر ! ذهب إلى غرفة نومها الأولى و أيضا لم تكن هناك ، سأل الأطباء فأشاد أحدهم بأنها ربما تلعب في الحديقة لأن قدراتها الحركية تحسنت ، بحث عنها و لم يجدها فهرع إلى غرفة المراقبة و شاهد تسجيل الكاميرات التي صورت آن و هي خارجة من المبنى ، قال في نفسه : 
 يا إلهي  تلك الصغيرة تتسبب بالكثير من المشاكل . و انطلق المحققون يمشطون المنطقة بحثا عنها .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان جيمي جالسا قبالة آن و هي مقيدة اليدين فقط لكنها مستيقظة . سألها : لماذا لا تستطيعين المشي؟
 كانت آن قد استيقظت للتو من  الإغماء  فكرر سؤاله : هــا  أخبريني لماذا لا تستطيعين المشي ؟ 
 صمتت آن      ،   قال : أجيبيني 
- حسنا إذا فضلتِ الصمت فسأخبرك بما أعتقده ، هل غضبت من طريقة تعاملهم ؟ 
- كيف علمت ؟!
- حسنا ... تستطيعين القول بأني قد مررت بتجربة مماثلة 
- هــل ؟! 
- هذا صحيح أيتها الطفلة من الشمال 
 ظهرت تلك النقطة الحمراء في عيني آن و بدأت تدرك ما يحصل :
- هل تتذكرين الأيام الخوالي يا طفلتي ؟
-أنــا  ....... أنـــا أعرفك  ...... أنـــت ..... لـــكن ....
رفعت رأسها و قالت : أنت مثلي تماما 
- هذا صحيح ، القــدرة على تفجير تلك الطاقة و التأثير على الكهرباء ؟ إنك محقة و قد دربتك لتصيري مثلي 
- لـــكل ألهذا .. كيف ؟؟
- صحيح ، الآن أنا و أنتِ لا نستطيع الوقوف أو المشي بسبب سحبنا للكثير من الطاقة فوق احتمالنا ، لكنك متعافية جزئيا .
- أنت يمكنك فعل ذلك أيضا . تعــال معي سوف يعتنون بنا و .... أجد صديقا لي هناك 
- هه صديق لا يا عزيزتي أنا شخص شرير جدا ، أنا قاتل هارب من وجه العدالة 
- ســيعفون عنك إذا ساعدتهم بـطاقاتك  أرجوك  .
-  لا  لا يا صغيرة ثم إنك قد كشفتي لهم التزوير الذي كنا نمارسه .
- لكن أنت من قال لي ذلك الزاوية اليمنى السفلى ، زاوية الإنحناء مائلة قليلا 


السبت، 2 يوليو 2011

" أنا وحيدة مجددا"

" أنا وحيدة مجددا"
,,,،،،،،،،،،،،،،
ملخص القصة : 
تبدأ عمليات تزوير للأموال تستولي على كل المدينة ، و جهاز الـ FBI ما زال يحاول جاهدا البحث عن أي خيط قد يدل إلى المزورين ، آن فتاة كانت تشاهد الأخبار و قد لاحظت شيئا ربما يقود إلى المزورين . حاولت إقناع نفسها بأنها مجرد أوهام ، لكنها في النهاية اقتنعت بأن عليها قول ما تعرفه للشرطة . تبدأ مغامرة آن بملحوظة صغيرة و ربما تافهة لكنها تنتهي نهاية كبيرة غير متوقعة .
 ملاحظة : هذه القصة مؤلفة بجهدي الشخصي لذا لا أبيح لأحد نقلها إلا بذكر المصدر 
( www.jazerte.blogspot.com)
  لنبدأ : 
في مكان قذر مظلم و رطب ، امتدت يد خشنة لرزمة من الأوراق المالية ، و بدأت تعدها و تمررها بأصابع ثخينة يكسوها شعر كثير . لكن يدا أخرى امتدت من ورائها  حقيقة يد قد جاهدت لتنعم و أظافر طويلة مقززة يملؤها الطلاء الرخيص الباهت : 
- ماذا تفعل يا جون ؟
- ابتعدي   ، صرخ الرجل بقوة و قفز مبتعدا عنها كالقطة الشرزة . 
- ما بك يا جون هذه حصتي أيضا . 
- كاذبة 
- يبدو أنك قد أكثرت من الشرب اليوم ، ابتعد عن النقود و دعني أرها عن قرب 
ابتعد الرجل بطاعة تلقائية غريبة ، و لكنها اقتربت أكثر و أخذت تتأمل هذه النقود التي ستحقق لها ما تريد . دخل رجل آخر كثيف الشعر له رائحة عطر رخيص غريب و أشار بيده ( ابدؤوا العملية) ، هب الرجل و المرأة بحمل بعض الرزم و الخروج بسرعة ، كذلك فعل الرجل القادم و أغلق الباب وراءه . 
 في مثل هذه المدينة الفقيرة ، كثيرا ما يوجد الكثير من المتسولين و المحتالين و لكنها أيضا تمتلأ بالمحلات و حركة البيع و الشراء و الأماكن الصغيرة التي يتكدس فيها الناس .  حينما خطت " جوليا" أولى خطواتها داخل هذا الممر تقززت و هي تردد في نفسها ( مرتع للحشرات ) و أسرعت إلى الطريق الذي تعرفه جيدا ، الممر إلي اليسار الزقاق الأول الباب الثامن إلى اليسار أيضا.حينما دخلت وجدت ضالتها الكثير من الثياب المسرحية المبهرجة و الإكسسوارات الرخيصة المقلدة و القبعات القديمة و كذلك الكثير من علب طلاء الأظافر . ارتاحت "جوليا"كثيرا و بدأت تشاهد القبعات و تجرب الثياب و تنتقي الإكسسوارات حتى أصبحت في قمة السعادة ابتاعت كل ما تريد ثم ارتدته و نظرت إلى المرآة القذرة التي أعيد إلصاقها ، عبست بقوة ثم وضعت بعض مساحيق التجميل و نظرت ثانية فابتسمت خرجت من المحل بعد أن دفعت له من الرزمة في جيبها . توجهت إلى مقهى قريب و بدأت مهمتها.
 أما الرجل الأول ذي الأصابع الخشنة فقد كان يقضي وقته في محلات الإلكترونيات الرخيصة يجرب و يرى و يتأمل و يتساءل كثيرا لكنه لم يسأل قط . أما الأخير فكان يقضي وقته و يصرف ما لديه في الطعام و الشراب . 
بعد أسبوع اجتمع الثلاثة في نفس المكان و بدؤوا يتشاورون و يتكلمون لكن ضيفا رابعا كان حاضرا ، شخص يجلس في تلك الزاوية المظلمة هادئ لا يحدث أي صوت . سألت جوليا بصوت منخفض : 
- جون ، من هذا هناك ؟
- لا أعلم 
رفعت صوتها قليلا حتى بات واضحا و هي تنادي الرجل الأخر : 
بيرناردو كيف دخلت القطة إلى هنا ؟
- لا أعلم كانت هنا قبلي 
اتجهت إلى تلك الزاوية و ركلت الرجل بقوة : 
من أنت ؟ 
تدحرج الرجل الذي ظل على وضعيته ، ثم عاد إلى مكانه ، مرت عدة دقائق حتى بدا أن جوليا ستعيد الكرة :
من أنت ؟و إلا ركلتك  
- جربي 
غضبت بقوة و بدا أنها ستركله لكنه أمسك بقدمها و جعلها تسقط على الأرض ، ثم قال : واحد 
قال بيرناردو : ما الذي تقصده بـ " واحد" ، و هل يمكنك إخبارنا كيف دخلت إلى هنا ؟
- حسنا كما تريد ،لقد دخلت إلى هنا لأنني أنتمي إلى هنا 
- مالك قديم ؟!
- لا لقد أتيت لأشارك في العملية 
- و لِم لَم تقل هذا تعال اجلس معنا يا رجل .
- لا سأبقى هنا 
- هيا يا رجل ما بك 
اقترب جون منه و رفعه من ذراعه حتى يقف لكنه سقط . أعاد جون الكرة لكن الرجل لم يحرك قدميه و لم يرتكز عليها للوقوف أبدا، حمله جون بيديه و قدم به إلى الكرسي حتى جلس . بدأ الأربعة يتسامرون و يعرفون القليل عن " جيمي " الرجل الغريب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في جو مكتبي آخر وقف الكثير من المحققين و المتحرين حول الرئيس : 
اسمعوني جيدا ، لقد اكتشفنا عملية تزوير و نريد الإمساك بالمزور لكننا لم نستطع ، فهو ليس مزورا عاديا ، لقد أطلق المال من عدة مراكز من الغرب و الجنوب . و لم يكن فيها أي علامة مميزة أبدا و قد استولى على نصف المدينة التي تتعامل بالأوراق المزورة دون أن تعرف ، لذا جمعنا أفضل العملاء هنا حتى تقوموا بالكشف عن المزور ، و تذكروا أن الـ F.B. I لن تدع ذلك يمر بسلام . 
تنهد الرئيس على مكتبه  و أما المستشار فقد قال : سيدي استمرارنا بالصمت شيء في مصلحة المزور يجب أن نعلن الخبر في التلفاز ، ربما يكون أي شخص لديه شك قد يكون خيطا نبدأ منه .
-أنت تعلم أنني أثق بك لذا افعل ما تريد 
- أشكرك سيدي 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت آن ابنة الأربعة عشر ربيعا تشاهد التلفاز في مسكنها، و قد كان خبر التزوير يعلن الآن . تساءلت : لماذا تكثر الجرائم في غربي و جنوبي المدينة؟ أشكرك يا إلهي هذه حماية إلهية أنني أسكن في الشمال . ثم تابعت مشاهدة صور للأحياء الجنوبية ، و قد كانت مكتظة بالسكان شاهدت فجأة ظهر رجل كان يمشي . لكن تغير لون وجهها : إنه .... إنه شخص أعرفه . بدأت الفتاة ترتجف و تحس بالبرد مع أن مسكنها لا يحوي تكييفا في هذا الصيف ، أحضرت غطاء و تدثرت به أمام التلفاز و ظلت تراقب الشاشة ثم رأت نفس الرجل و لكنه كان يرتدي سترة من لون آخر ، فاربد وجهها كثيرا أغلقت التلفاز و ذهبت للنوم . حدثت نفسها : 
- ما بك يا آن ؟ مالذي جعلك تقفزين هكذا ؟ مالذي حصل ؟ 
- أنا ... أنا أعرف ذلك الشخص 
- كيف تعرفين ذلك الشخص يا آن ؟
- أنا  أعرفه إنه شخص من طفولتي 
- طفولتك لم يكن فيها سوى الرجل العجوز الذي يحضر الطعام.
- هذا غير صحيح أنا أعرف ذلك الشخص 
- حكمي عقلك يا آن بمراجعة ماضيك و حياتك أنتي لا تمدين للجنوب أو الغرب بصلة 
- لكنني أعرفه حقا ، و لن أحس سوى بتأنيب الضمير كلما شددوا بالتلفاز بأن من يعرف أي شيء يخبرهم 
- لكنك طفلة يا آن 
- انا مشوشة  حقا و لا أعلم ماذا أفعل 
- هيا اخلدي للنوم 
استيقظت آن في الصباح التالي و عزمت على جعله صباحا عاديا . لكنها لم تستطع توجهت إلى مكتب الشرطي و أخبرته بما تعرف فقط . بحلول الليل كانت آن فعلا تتألم كلما أحست أنها لم تساهم بما تعلم ، بالطبع ماذا تتوقع من شرطي نائم ؟ حزمت أمرها و ارتدت حذائها و خرجت في الليل إلى مركز الشرطة الرئيس و أصرت بأن لديها ما يهمهم بشأن عمليات التزوير ، أدخلوها سريعا إلى مكتب المدير الذي طلب منها قول ما تعلم بالتفصيل :
سيدي ، اسمي آن و عمري 14 سنة و قد رأيت بالأمس في نشرة الأخبار صورا للأحياء الجنوبية و قد شككت برجل ظهر في الصورة ، حقيقة لم أرى سوى ظهره لكنه خرج من الصورة و دخل بلباس ثاني . 
- هل أنتِ متأكدة مما تقولين ؟ 
- تماما 
أشار الرئيس إلى الشرطي عند الباب بأن يحضر تسجيل صور الأحياء الجنوبية و شغله أمام آن و لم ينطق بكلمة بل ظل هادئا يراقب ما يحدث . كانت آن تشاهد الصور بتمعن فجأة بدأت أربع نقاط صفراء تنعكس في عينيها . إلى أن انتهى الشريط لم تحرك آن ساكنا بل كانت تعيش في عالم آخر : مالذي يحدث معي ؟ أنا أنا أستطيع تمييز أشخاص لا أعرفهم قط  لكنهم مميزون وسط ذلك الحشد الهائل . أنا  أنا فعلا مشوشة . بينما كانت آن تسبح في عالم آخر . خرج المدير و عاد مع رجل آخر و جلسا سوية يراقبان آن  عند عرض الشريط مرة أخرى. هذه المرة ظهر في عينيها نقطة واحدة حمراء تتحرك بعشوائية داخل الحشد . شكرها الرئيس و قال أنه وثق ما تعرفه و ما قالته " و لم يشر إلى ما لاحظه أثناء مشاهدتها للشريط " . 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في مكتب الـ F.B.I وضع المحقق لدى الرئيس ملفا : سيدي أحب أن تطلع على هذا 
فتح الرئيس الملف و وجد به تعريفا شاملا برئيس مركز شرطة في الشمال و قصته عن فتاة غريبة و استدعاؤه للطبيب النفسي ثم تعريف شامل بالطبيب النفسي ثم قرأ ملاحظات كتبها الطبيب عن ما تشاهده آن و ما يبدوا لها و أنها تميز الأشخاص بتلقائية تامة. أغلق الرئيس الملف و قال : الشمال .. يبدوا هذا بعيدا لكن هل يمكنني أن أسمع رأي الفريق الطبي بملاحظات ذلك الطبيب.
-أمرك سيدي 
فكر الرجل قليلا .. آن .. آن فتاة من الشمال تظهر لتحل لغز الجنوب و تساعد جهاز الـF.B.I يبدو هذا عنوانا شيقا للصحف . لكن لنرى ما سيقوله الأطباء . بعد فترة وجيزة عاد المرئوس : 
- سيدي إنهم يطلبون وقتا أطول ليتواصلوا مع الطبيب نفسه 
- جيد جدا هل نحضر الفتاة إلى هنا 
- سيدي ، ربما يكون هذا محض خيال فتاة لا تعتمد عليه أبدا ربما هي كذبة . 
- أنا أؤمن بقدرات هذه الفتاة ، و سيزيد إيماني بها أكثر بعدما تثبت الحقائق ، الآن أعد لي ملفا شاملا عنها .
- حاضر سيدي 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت الطفلة آن مسرورة و استطاعت النوم براحة كبيرة عندما أفضت بما لديها لذلك الشرطي في المركز الرئيس. لقد كان ودودا حقا . ثم اطلعت على الأخبار و عندما خرجت من مسكنها كالعادة تفاجأت بجمهور هائل من المصورين و الصحفيين و الكثير من محطات التلفاز و المحطات الإذاعية و قد باشروا أسئلتهم في آن واحد بشكل مباشر بينما كانت الدهشة قد عقدت لسان آن . سألت المصور مالذي تفعلونه هنا ؟ يبدو أنكم أخطأتم الشخص المطلوب أنا آسفة . لكن مذيعة أمسكت بها و قالت : هل ترين أحلاما عن عمليات التزوير و المزورين ؟ هل تستطيعين تحديدهم ؟ هل تعرفينهم حق المعرفة ؟ فُجِعت آن من كثرة الأسئلة عن أمر حدث بينها و بين الشرطي بالأمس ، كيف علموا بالأمر ؟ ثم ما تلك الأشياء الغريبة التي يقولونها ؟  أمسكها بعض الشرطة و أدخلوها إلى سيارة مصفحة انطلقت بعيدا عن الحشد . نظرت آن داخل السيارة التي كان فيها شخص يرتدي بدلة رسمية ،فكرت في نفسها : محتال كبير في ملابس أنيقة . أخرجت المشرط و أمسكته بيديها و وجهته له : 
-من أنت ؟   
- واو هدأي روعك يا فتاة 
ثم أخرج لها بطاقة رسمية ، فخطفتها من بين يديها و نظرت إليها بإمعان و دقة ثم أعادتها له :
- أنا آسفة 
- لا عليكِ
- إذا ما الذي يحصل هنا ؟ 
- ماذا تقصدين بالضبط ؟ 
- أقصد إلى أين نحن متوجهون ؟
- شرقا 
- لمَ ؟ 
- لقد جاءنا تقرير من شرطي يقول أنك تعرفين شيئا عن  ... أنه  ( ثم تذكر تشديد الرئيس بعدم الإشارة بما فعلته أثناء مشاهدة التسجيل) أنا أقصد أنك تعرفين شخصا خرج و دخل إلى الصورة بلباس مختلف 
- آه هذا صحيح ، ما الذي يفعله الصحفيون هنا ؟ 
- إنهم يريدون منك إخبارهم تلك المعلومة المهمة 
صمتت آن و هي غير مقتنعة بما يحدث ، سيصحبونها من منزلها إلى المقر الرئيسي بسبب شيء تافه كهذا و في سيارة مصفحة أيضا ، لا بد أن هناك شيئا ما ، لكن ما هو ؟؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في ذلك المكان المظلم الرطب ، كان الأربعة قلقين جدا مما يحدث في الخارج ، قال بيرناردو : هل سمعتم بالفتاة من الشمال ؟ التي تقول أنها تعرفت على المزور من ذلك التسجيل .
جوليا : تبا لهم ، لماذا كانوا يصورون الحي ؟
قال جيمي بصوته الهادئ : لا تتسرعوا ربما هي إشاعة .
جون : لكنها رأتني و ميزتني لقد قالت إنها رأت شخصا دخل و خرج من الصورة بلباس مختلف 
- كان ذلك غباء منك 
- حسنا  كان من الأفضل ألا نخرج أبدا 
- حتى نكتشف فعلا إن لم نخرج و نمارس حياتنا العادية فإن المغفلون حولنا سيدلون بذلك  إنهم يفعلون أي شيء من أجل المال 
- ما العمل ؟ يبدو أننا سنواصل العمل حتى يصلنا جديد تلك الفتاة . جون بما أنك تحب الإلكترونيات و تتبضع هناك ،أحضر لنا جهاز تلفاز حتى نواكب آخر الأخبار . و لنرى ما سيحدث . 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
ظلت آن في السيارة قرابة الساعتين و نصف . و لم تحرك ساكنا كانت فقط تحدق للأمام و تفكر . أما المحقق فقد كان يراقبها : فتاة عادية جدا ، بل يبدوا أنها طفلة لم تبلغ بعد . لها جسد نحيل و شعر بني ، ثم نظر إلى عينيها الواسعتين اللتين كانتا تحدقان للأمام ، ما خطب تلك العينين ؟ إنها تتذكر أشياء أو أنها تختلق أشياء . و ماذا عن تلك النقاط في عينيها الصفراء و الحمراء . ما الذي حصل لهذه الفتاة ؟ ماذا يحدث عندما تشاهد الشريط ؟ كيف تتعرف عليهم بتلقائية و دون وعي منها ؟ يبدو أننا سنكتشف الكثير . 
عندما وصلوا دخلت آن إلى غرفة كبيرة بصحبة المحقق و طلب منها الجلوس على الأريكة ، جلست آن و هي مضطربة جدا بل ترتجف بشدة . أولا دخل عليها رجل غريب : مرحبا بك ما هو اسمك يا صغيرة ؟ 
- آن دوفولوسكي   (عادة ما لا تذكر آن عائلتها لكنها أحست بـأن الموقف رسمي جدا ) 
كم عمرك ؟ و متى ولدتِ ؟ 
14 عاما  ،  في سنة 1988
بدأ يسألها أسئلة كهذه و كأنما يملأ استمارة لديه ، فاطمئنت آن بأن هذا ما يريدونه منها فقط . لكن طبيبان دخلا و طلبا من آن عينة من دمها ، أطاعتهم بدون اعتراضات لكن توترها كان يتزايد . بعدما خرج الطبيبان دخل رجل بدأ يسألها أسئلة مقلقة عن الماضي فهي لا تعرف عنه الكثير : 
أين كانت تعيش ؟ في مسكني الآن . و اسم والدك ، والدتك ؟ جيمس ، أمي قد ماتت لا أعلم عنها شيئا و من اعتنى بك مع والدك ؟ امرأة أخرى ؟ أنا لا أعرف والدي سوى بالاسم أما من اعتنى بي فهي سيدة عجوز ترضعني .و بعدها من اعتنى بك ؟ زوجها سيد عجوز كان يحضر لي الطعام و يتأكد من إغلاق النوافذ و الأبواب حتى لا أسقط . هل هما على قيد الحياة ؟لا ماتا و أنا في عمر 5 سنوات و بعدها اعتنيت بنفسي و عملت حتى آكل . ماذا عن الدراسة ؟ درست سنتين و أنا  في عمر 10 سنوات و توقفت . لماذا ؟ لأنني لا أجد الوقت لأعمل . و أين عملتي ؟ و الآن أين تعملين ؟ ..... استمرت أسئلة الرجل المقلقة حقا و التي كان إجابات معظمها  لا أعلم . دخل رجل آخر و بدأ عكس الموضوع و السؤال عن مستقبلها و أحلامها و لكنها فعلا لم تكن تعلم . و رويدا رويدا بدأت الغرفة تمتلأ بالسائلين و المحدقين فيها . بدأت آن    ترتجف انتبهت إلى كل هذه الوجوه و بدأت تتلعثم فأشار لهم رجل ( اخرجوا ) فخرج الجميع و أغلقوا الباب و بدؤوا يتناقشون : إنها لا تفيدنا بشيء - إنها لا تعلم شيئا عن نفسها - يبدو أنها قد عاشت شقاء .  ظلت   آن داخل الغرفة حتى أتى إليها صاحبها المحقق : 
- اسمعيني جيدا ، سنجري عليك بعض الاختبارات العادية فلا تقلقي أبدا ، و إن أحسست بالتوتر فاطلبي منهم التوقف لأن التوتر يفسد كل شيء . هل تفهمين ؟ 
- نعم . و لكن لم كل هذه الإجرائات المعقدة ؟ 
- و شيء آخر لا تسألي أبدا . هل تفهمين ؟ 
- حسنا  ( فكرت في نفسها : إنه رجل مخيف و شرير حقا ) 
بدؤوا يسألونها أسئلة كثيرة جدا ، و يسألون عن أشياء مختلفة و غريبة حقا حتى أنه لم يكن لها أي علاقة بالموضوع لكن الأغرب أنهم لم يسألوها عن عمليات التزوير أو المزورين أو يعرضوا عليها صورا للأحياء الجنوبية . حتى نسيت آن لوهلة مالذي أتى بها إلى هذا المكان ؟ بعد الكثير من الأسئلة قدموا إليها وجبة طعام و أخرجوها إلى حديقة لتلعب هناك . سعدت آن أخيرا يمكنها أن تلعب فقد تصلب ظهرها على ذلك الكرسي . بدى الأمر مسليا فقد ظلت تلعب حتى هبط الظلام . أدخلها المحقق إلى غرفة شبيهة بالمختبر ، و قد كان هناك فريق مستعد ليكشف عليها و يتأكدوا أنها بصحة جيدة . أجروا لها الكثير من الفحوصات لكنها لم تكن تعلم نتيجة أو فائدة أي واحد منها . بعد وهلة دخلت إلى جهاز كبير و طلب منها الطبيبان المشرفان إغماض عينيها ، بعد فترة فتحت آن عينيها بخلسة لتجد أنها مليئة بالأسلاك المثبتة في كل أنحاء جسدها من الرأس و حتى أصابع القدم ، حاولت سؤال الطبيبان اللذان كانا ما يزالان يثبتان المزيد من الأسلاك و يضغطان عليها ليتأكدا أنها ثابتة داخل الجهاز و من المستحيل أن تتحرك . كما لاحظت أن ثوبها قد استبدل بذلك الثوب الذي يخص العمليات الجراحية . بعدما تأكد الطبيبان من سلامة كل شيء خرجا ، سمعت صوتا من ميكروفون يطلب منها إغماض عينيها ثم بدأت تسمع أصواتا غريبة كصوت هدير المحرك تماما ، ثم طلب منها فتح عينيها بنفس الطريقة ، عندما فتحت عينيها وجدت الكثير من الأطباء يحدقون إليها من خلف الزجاج و يدونون ملاحظاتهم كما يتحكمون بما يحصل داخل الآلة . سمعت صوتا آخر يقول : آن ... انظري إلي 
دارت عينا آن بين الأطباء باحثة عن صاحب الصوت لتجد المحقق يمسك بميكروفون و هو يقول :
 آن التوتر ليس ممنوعا و لا يفسد أي شيء، لذا حتى إذا بدأتِ بالتوتر تابعي و لا تتوقفي .  أشارت آن بالإيجاب ثم ظهرت شاشة كبيرة تحت الزجاج و بدأ يظهر فيها ذلك التسجيل ، حدقت آن إليه كما يفترض بها أن تفعل و ظهرت عدة نقاط في عينيها ، كان التسجيل مختلفا لذا ظهر 3 من الأشخاص فقط فظهرت 3 نقاط صفراء . ظلت تراقب الأشخاص و هم يتحركون يمنة و يسرة و يختلطون بالحشود من الناس . ظلت آن على حالها حتى انتهى التسجيل ، حدثت نفسها : لقد .. لقد فعلتها مرة أخرى .. أولئك الأشخاص هم نفسهم إنهم مميزون لي .. أنا  . ثم انتبهت أنها فعلت ذلك أمام كل هؤلاء الناس الذين يحدقون فيها و بدأت تتوتر.عندما أخرجوا آن من الآلة رافقها المحقق إلى غرفة نوم تنام فيها هذه الليلة ، فكر في نفسه : هذه الطفلة التي لم يكن يتوقع منها شيئا داخل السيارة ، حددت المزورين داخل الحشد و رفعت معدلات الطاقة في الألة بشكل مذهل إنها طفلة عبقرية . 
أعاد الأطباء مشهد آن داخل الآلة من خلال عدسات الكاميرا و أعادوا ما حدث في الآلة ثم تهيئوا لعرض نتائجهم . استلم الرئيس من المحقق الملف الطبي لـآن  و اطلع على تجربة يوم أمس و قد بدت عليه علامات الذهول : 
إن هذه الطفلة مذهلة ، لقد كان حدسك محقا أيها المحقق. يجب أن تحاولوا جعلها تدقق أكثر حتى نستطيع الوصول إلى المزورين .
- سيدي لقد بدت غريبة بعد التجربة بالأمس كما أنها حين انتهى التسجيل ارتفعت مستويات التوتر العقلي لديها 
- و أثناء التجربة ؟
- كانت مستويات المشاعر العقلية معدومة لكن الحواس كانت لها طاقات هائلة . كذلك ارتفعت مؤشرات الطاقة الجسدية و العقلية بشكل لا يوصف . كما لاحظنا أنها لم تستعمل ذاكرتها أبدا . 
- أي أنها لا تعرف هؤلاء الأشخاص 
- نعم ، صحيح أن طفولتها غامضة و يشوبها الكثير لكنها لم تتذكر أحدا أبدا خلال التجربة 
- جيد جدا وافوني بآخر الأخبار 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يا إلهي  .. هكذا صرخ بيرناردو :  من أين خرجت هذه الطفلة ، و كيف تعرفت علينا داخل ذلك الحشد الكبير ؟
- لقد تناقلت وسائل الإعلام أنها تخضع لتجارب تنشيط الذاكرة لتتعرف علينا.
هكذا قال جيمي ثم نظر إليهم جميعا : هل كان لكم أي علاقة بأطفال قبل 14 سنة ؟ لنبدأ معك يا جوليا ألم تكوني متزوجة ؟ 
- لا                                              و لم تهربي مع رجل من قبل ؟ 
- لا                                               و لكنك جميلة و من المستحيل أنك لم تفعلي ذلك في شبابك ؟ 
- حسنا في الواقع لقد فعلت 
ماذا عنك يا جون ؟ ألم يكن لك علاقة بامرأة ؟ ألم تنجبا طفلة كهذه ؟
- لا لم أتعلق بامرأة 
- و ماذا عن تنكرك المتقن ؟ ألم تتصل بأطفال طوال حياتك ؟ 
- حسنا مرة واحدة 
- و أنت يا بيرناردو ماذا عن علاقاتك العاطفية ؟ 
- حسنا  لقد  هربت مع امرأة لكنها أجهضت صغيرنا بأمري 
- أمتأكد أنه مات  او ماتت ؟ 
- أجل لم يكن سوى مضغة من اللحم لقد رأيتها بنفسي 
قالت جوليا : و أنت يا جيمي ؟ أليس لك علاقة بطفل وُلِد في تلك الفترة ؟ 
- أصدقكم القول كنت قاتلا هاربا و وجدت مسكنا فاختبات به و كان هناك طفل كما أعتقد و لكنه كان صغيرا جدا . 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
استيقظت آن في الصباح التالي و لكنها لم تعلم أين هي ، تساءلت : أين أنا ؟  لم تستطع تذكر شيء أبدا ، آخر مشهد كان للأطباء من خلف الزجاج و الأسلاك في جسمها . دخل المحقق : أسرعي وراءنا عمل كثير  
هبت آن واقفة : حاضر (فكرت : إن هذا الرجل حريص على سير العمل كما يجب ، لا أعلم ما حصل بالضبط لكن بما أنه كان بإشرافه فأنا مطمئنة )  ، خرجت آن بذلك اللباس الغريب الخاص بالمستشفيات و قد كان الجميع بالقسم يحدقون إليها و يتهامسون ، مما جعلها فعلا تتوتر . تناولت إفطارا سريعا ، و بدأت تتنقل من مكان لآخر و هم يجرون عليها الكثير و الكثير من الإختبارات . أما المحقق فكان برفقتها طول الوقت . و بينما كانا في الطريق إلى غرفة أخرى ، سألته آن : 
- لم تفعلون لي كل ذلك ؟ أرجوك أصدقني القول. 
- ألم أخبرك بألا تسألي . 
- لكن الوضع مريب ، مجرد أنني أدليت بمعلومة صغيرة جعلكم ترتبون لمجيئي و إقامتي و مأكلي و مشربي و تجرون علي فحوصات و اختبارات و لا أحد يجيبني إذا سألت . لا أريد ذلك أبد . 
استدارات راكضة بعيدا ، لكن المحقق أمسكها من يدها ، حاولت التخلص من قبضته المحكمة و لم تستطع ، حاولت إيقافه عن التحرك لكنها أيضا لم تستطع . أما المحقق فكان يفكر : ( إنها غير مدركة لطاقاتها الهائلة و قدراتها الضخمة ، و تتصرف كالأطفال غير عابئة بهذه القضية المهمة التي سيطرت على نصف المدينة ، إنها لا تعلم و من الأفضل أن تبقى كذلك ) و صلوا إلى الغرفة التي في الأمس ( المختبر) اتسعت عينا آن و هي تشاهد تلك الآلة مجددا ، و صلوا بها الأسلاك أيضا و أعادوا الكرة . حاولت التخلص من الجهاز لكنها كانت تغوص فيه ، حاولت تحرير أطرافها لكنها كانت مقيدة ، حتى رأسها لا تستطيع تحريكه . هذه المرة كانت مدركة تماما لما يحدث . سمعت صوتا يقول : آن ... من المستحيل أن تتحركي داخل هذه الآلة و أود منكِ أن تهدئي فقط و تنفذي ما أقوله بدقة . حاولت آن أن تهدأ لكنها كانت مغتاظة جدا مما يحدث ، ظهرت أمامها آنية خزفية ، أمرها الصوت :ركزي قواك عليها . نظرت آن إليها و لم يحصل شيء ، حاولت التركيز لكن قواها لم تفلح أبدا . أخرجوا الآنية و أدخلوا أمامها بضع قطرات من الماء في طبق . أمرها الصوت : ركزي قواك على الطبق . ركزت جيدا لكنها لم ترى القطرات جيدا . و مرة أخرى أدخلوا مغناطيسا و بدون ان يأمر الصوت ، ركزت آن على المغناطيس أغمضت عينيها و ركزت لبرهة . بعدها فصلت الأسلاك عنها و تحررت آن من الآلة . ركضت إلى الخارج بسعادة طفولية بالغة لكن لم يكن هناك باب حتى تخرج ! دارت في أنحاء الغرفة إنها مغلقة ، و الأطباء ينظرون إليها من كل جانب . كانت خائفة و هي ترى كل تلك الوجوه الفضولية تنظر إليها ثم بدأت ترتجف من الخوف . جاءها تخيل بأنها ستبقى محتجزة هنا لباقي حياتها  صرخت بقوة : لا........ ثم أغمي عليها إثر صعقة كهربائية . 
فتحت آن عينيها : مالذي يحدث ؟ ماذا حصل ؟ هل أنا محبوسة ؟ أسرعت لتركض نحو الباب لكنها سقطت . حاولت الوقوف لكنها لا تستطيع . أسرعت إليها إحدى الممرضات في الغرفة و حاولت جعلها تقف على قدميها لكنها لم تقف فأعادتها إلى السرير . تأملت آن قدميها : ماذا حدث ؟ لماذا لا أستطيع الوقوف ؟ . دخل طبيب و فحص آن التي لا تعلم ما حدث أبدا ، حتى أنها صارت مجرد سلعة يتبادلها الأطباء كل حين يفحصونها و يتأكدون من سلامتها  . تُرى أهو لأجل ذلك الوهم الغريب الذي ينتابني أحيانا ؟ لكن لماذا لا أستطيع المشي أو الوقوف ؟ و كيف خرجت من تلك الغرفة ؟
     خرج الطبيب و دخل واحد آخر جلس بجوار آن : 
آن أود أن أوضح لك بعض الأمور ، إن الإختبارات و الفحوصات التي أجريناها عليك كانت للتأكد من سلامتك ، و حينما جربنا فحصك بتلك الآلة أوصلنا كل تلك الأسلاك لنراقب معدلاتك الحيوية و مؤشرات الطاقة لديك . و عندما عرضنا ذلك التسجيل ارتفعت المؤشرات و تفجرت الطاقة في جسدك . و استطعت تحديد أناس وسط ذلك الحشد الغفير هم المزورون ، ربما كان ذلك شيئا شبيها بالوهم بالنسبة لك ،  و لذلك كان يجب أن نبقيك تحت المراقبة أوصلنا أجهزة تقيس المعدلات أثناء نومك لكن كل شيء كان طبيعيا . في اليوم التالي حينما جربنا تأثير طاقتك على الأوساط الجامدة و كيف تستطيعين إخراجها ، لم تتأثر . أما الأوساط السائلة فقد تأثرت بشكل بطيء . و عندما جربنا عليك قوة موازية كالمغناطيس أنتجتِ طاقة هائلة لتؤثري عليه . لذلك أردنا مراقبتك أكثر حتى نتأكد أنكِ لن تؤذي نفسك بتلك الطاقة ، و لكنك كنت معترضة و ساخطة فسحبت كل الطاقة الكهربائية في المكان إلى جسمك فأدى ذلك إلى صدمة كهربائية قد أثرت على قدميك . أما الآن فأود أن أدربك على المشي مرة اخرى , هل تصغين يا آن ؟ 
- نعم 
بدأ الطبيب يدرب آن على الوقوف و المشي و بعد التدليك المستمر استطاعت آن الوقوف جزئيا . تركها الطبيب لوحدها  لكن آن كانت فعلا تفكر :  أنا لدي طاقات هائلة ؟ هل أؤذي نفسي بتلك الطاقات ؟ هل أصبت بصدمة كهربائية عنيفة ، بسبب غضبي . ماذا يحدث فعلا هنا ؟ هل أستطيع التأثير على الكهرباء و المغناطيس ، لكنني مجرد طفلة ، كيف لم أكتشف هذا من قبل ؟ لكن بما أنني أمتلك تلك الطاقة التي أستطيع بها تحديد المزورين يجب أن أتعاون معهم . لأنقذ نصف المدينة على الأقل . أنا الوحيدة التي تستطيع فعل ذلك لذلك يجب أن أفعله .